الأعراس عند الشبك
من المعروف ان لكل شعب تقاليده وعاداته يختلف به عن بقية الشعوب وقد تتباعد او تتقارب هذه العادات والتقاليد وحسب الضروف والمكان والزمان, وللشبك مثل بقية العشائر الكوردية تقاليد وعادات مهمة , ونسلط الضوء هنا على عادات الشبك في اقامة الاعراس و حيث يلتقي اهل القرية في بيت العريس صغارا وكبارا من الرجال والنساء والاطفال وينتظرون بفارغ الصبر قدوم الطبال وصاحب الزرنا , وعند سماع صوت الطبل يخرج الشباب لاستقبال الطبال من مسافة بعيدة عن القرية ويستقبلونهم بالرقص والاهازيج مستصحبينهم الى بيت العريس ويبدأ على الفور شد دبكات الرقص والتي لا تخلو من قواعد واصول عديدة وذلك لكون اكثر المشاركين هم من كبار السن والوجوه العامة بجانب الشباب والنساء والفتيات ولكل دبكة لحن ونمط معين يختلف باختلاف نوع الرقص والدبكة ويتخللها فواصل يتعمد صاحب الزرنا بها لجمع الشوباش( قطع نقدية) وعند قدوم شخصية مهمة الى بيت العريس او الاقتراب من حلقة الرقص والدبكة ترى عيون صاحب الزرنا تصيد ذلك الشخص وبسرعة مستغلا موقعه الاجتماعي لابتزازه بطريقة مشروعة فنية وجميلة ,.
وعند وقت الذهاب لجلب العروس مع الناس المحتشدين والذين يُدعَون بالعسكر( عهسكهرى وههى) وعند اقترابهم من بيت العروس يقوم صاحب الزرنا بعزف لحن معين و يرددون الناس عبارات وهي:
والهم بهرشه دايهم بهرشه .......... دهۆل درِيا وزورنا مارِيا
والهم بهرشه دايهم بهرشه ......... عهسكهر رهقبى سهبر تهقبى
وعند عودتهم بصحبة العروس يستقبلهم جمهور من الناس المنتظرين بالرقص لمسافة بعيدة , وكأن في كل بيت من بيوت القرية هناك فرح وزفاف , وحيث ما تصل العروس الى بيتها الجديد وعند عتبة الدار تقوم العمّة بكسر جرّة تحت قدمي العروس دلالة على كسر الشر وتنثر بيدها حفنة او حفنتين من الحنطة أو الشعير دلالة على قدوم الخير والبركة , وعند ساعات الاستراحة قبل وبعد الغداء , كانوا يُجلِسون العروس على مسطبة وتأتي النساء وخاصة الحيزبونات (النساء المسنّات) ليعلّقن على حسن و جمال العروس وإبداء رأيهن فيها , ويباركن لصاحبة البيت , ويجدر الاشارة هنا الى ان بعض الشباب او الصبيان كانوا يُكلّفون بجولة حول القرية او القرى القريبة وقبل موعد الغداء ليدعوا الناس الى الوليمة التي اقيمت خصيصا لهذه المناسبة السعيدة وكانت العبارات التي تُردّد هي ( رهحمهت داش هينى بۆش كێكى دهستش قاشوق مهگێرۆ بلا بهيۆ نان بۆرۆ).
أي بمعنى ( رحم الله والِدَي كل من يستطيع الاكل ان يقدم الى الوليمة) حيث تدل هذه على الكرم والسخاء والجود وحسن النية والمحبة الصادقة .
وبعد الانتهاء من الغداء يقوم صاحب الزرنا بالعزف مرة اخرى وبطريقة معينة كي يقوم شخصان من المدعوين بالمبارزة او المنافسة حاملين بيدهم عودة(باكورة) وباليد الاخرى درع او شيء لتصدى الضربات من الخصم المقابل و من يستطيع رمي اللفة او اليشمر من راس الاخر يفوز في النهاية وكل ذلك مع ايقاع الطبل والزرنا, وتسمى هذه اللعبة بـ (شلليكانىَ) .
ويعود الناس للدبكة مرة اخرى الى المساء وبعدها ينتشر كل واحد منهم الى منزله ......... ليأتي بعد ذلك اليوم السعيد ايام العمل المتواصل والذي دأب اجدادنا عليه لكي لا يكونوا عالة على غيرهم......
عمار باجلان
مركز ماچۆ الثقافي والاجتماعي