المرأة الشبكية والتعليم
المجتمع الشبكي مجتمع محافظ تسوده التقاليد الاجتماعيةالمستمدة من القرآن الكريم ومن النهج الاسلامي بالاضافة الى وجود بعض الاعرافالاجتماعية الايجابية والسلبية المتوارثة والمقتبسة من حضارات اخرى , وحيث ان الشبك متوزعون بين شيعة وسنة والتطرف موجود في كلا الفريقين ولو بصورة خفيفة عما نراه فيجنوب العراق وايران مثلا من تطرف الشيعة وعما نراه في السعودية وبلدان عربية اخرىوفي سنة العراق من تطرف السنة لذا اصبح المجتمع الشبكي نموذجا مصغرا لهذه التناقضات وبالتاكيد فإن المرأة الشبكية اصبحت هي الاخرى في هذا المحك. وجملة ماتتأثر بها المرأة الشبكية سلبا وايجابا سنلخصها في هذه النقاط:
1- المجتمع الشبكي مجتمع ريفي اي لا توجد لحد الان تجمعات شبكية غير القرى وان تواجد الشبك في المدن فهم شتات بين غيرهم من الاقوام.
2-قرى الشبك تنقصها خدمات عدة كالشوارع مما يؤثر سلبا علىحركة المجتمع وبالتالي حركة المرأة الشبكية, والمدارس وخاصة المدارس المتوسطةوالاعدادية ناهيك عن عدم وجود مدارس بنات وان وجدت فانها تقتصر على المرحلةالابتدائية والتي لا ارى فيها فائدة تذكر والمدارس الابتدائية المختلطة تفي بالغرضأما المدارس المتوسطة والاعدادية فمفقودة تماما في قرى الشبك ولكلا الجنسين , والاندية الثقافية ومعاهد التعليم المهنية وهذه ذو اهمية خاصة ولكون مثل هذه المؤسسات غير حكومية لذا كان من المفروض ظهورها في قرى الشبك الا انه هناك عدة عوامل ادت الى عكس ذلك وسنذكرها ضمن موضوع خاص.
3- تأثر الكثير من الشبك بالعشائر العربية القريبة والتي لها اعراف وعادات جاهلية ولاتعطي اي دور للمراة وكثيرا ما تعتبر المراة سلعة للشهوةالجنسية فقط او تقوم باعطاء اعمال للمراة لاتتناسب مع طبيعتها الخلقية كالاعمال الشاقة والرعي تحت شمس الصيف الحارة او برودة الشتاء القارسة, و عدم مراعاتها من ناحية الاكل واللبس وما الى ذلك من العادات القبلية الجاهلية المنتشرة عند اغلب العشائر العربية, وهنا نود التنبيه ان التاثر بهذه العادات لا يعني تطبيقها بالكامل فالشبك قد تأثروا نسبيا بهذه العادات وليس بكلها.
4-انتشار ظاهرة الزواج الغير مناسب او التزويج القسري للمرأة بدون الرجوع الى رفضها او قبولها لهذا الزواج وهذا الامر يرفضه الاسلام وترفضه كل المواثيق والاعراف الدولية ومنظمات حقوق الانسان , اما تأثيرها علىالاسرة والمجتمع فيكون تأثيرا هداما ويؤدي الى نشوء ظاهرة الشعور بالنقص عند اغلب النساء وعدم الاستطاعة في اتخاذ القرارات مهما كانت بسيطة والرجوع الى الرجل في اتخاذ القرار لابسط الامور ومنها(ماذا نطبخ اليوم) اي ان المرأة تكون عاجزة علىاتخاذ هذا القرار البسيط وترجع بذلك الى الرجل لتوجيهها .
5- الثورة الايرانية ونشوء التطرف الشيعي , والمعروف ان الثورة الايرانية انعكست ايجابا على الوضع الايراني وهذا واضح ومعروف وازدهرت ايران بعد هذه الثورة ولكن اغلب شيعة العراق تاثروا سلبا بهذه الثورة من الناحيةالاجتماعية, والسبب بروز بعض النماذج الرديئة والراديكالية وأدعاءها بانها تستمد النظم الاجتماعية من ايران والتي هي مركز الشيعة في العالم المعاصر ومع الاسف فان اصوات اغلب هؤلاء مسموعة لانها تدعي بانها مرتبطة مباشرة بالمراجع الشيعية في النجف الاشرف وفي ايران وكثير من هؤلاء ذوي ثقافات محدودة لاتتناسب مع حجم ما يدعونه بل اكاد اجزم بان اكثر هؤلاء لا يتطرق الى موضوع المرأة إلا في السنة حسنة كما يقولون , وهذا سيصعّب عملية تثقيف المرأة.
6- الجانب الاخر من طرف الميزان المتطرف وهم السنة المتطرفون او كما يطلق عليهم السلفية التكفيرية فهم لا يرون أي وزن للمرأة بل ولا يعتبرونها ندا او مقابلا للرجل في ميادين الحياة واكثر الدول العربية التي تنتهج هذا النهج لا تعطي للمرأة ابسط حقوقها فتجارة النساء واغتصابهن وشراءهن انتشر في الخليج بشكل اقلقت حكومات هذه الدول, وهذه بالتاكيد سيكون له المردود السلبي على المرأة الشبكية وخاصة تلك التي يعتنق زوجها هذه العقيدة .
7- عدم وجود باحثات اجتماعيات في المنطقة لغرض توعية النساء وخاصة الفتيات في عمر الدراسة الابتدائية والمتوسطة.
8- انتشار ظاهرة ترك المدارس وعدم اكمالها بين الرجال أي ان اكثر شباب منطقة الشبك بمجرد انتهاءهم من الدراسة الابتدائية يلجأون الى العمل ويتركون المدارس طلبا للمعيشة وهذا يؤدي الى احجام العوائل عن ارسال فتياتهم الى المدرسة اصلا بدعوى ان الاولاد لايستفادون من الدراسة فكيف البنات. وهذا بالتاكيد انتج جيلا شبه متخلف بين الرجال وهؤلاء بالتاكيد سوف لن يسمحوا لبناتهم مستقبلا على الذهاب الى المدرسة اصلا ما لم يتم تدارك المشكلة وبث الوعي الثقافي بين عموم الشبك لغرض توعيتهم عن مساويء الام الجاهلة (التي لا تقرأ ولا تكتب) ومحاسن الام المثقفة التي تستطيع بابسط حال مساعدة اولادها وتعليمهم الكتابة والقراءة.
9- الدراسة العربية في مناطق الشبك وهذه غير مجدية وخاصة للبنات حيث ربما يتساءل الوالد لماذا يعلم ابنته العربية وهي ليست بحاجة الى العربية كحاجتها الى ان تتعلم الطبخ والعمل المنزلي ولو كانت هناك على الاقل مادة لتعليم لغة الام لكان دافع تعليم المرأة اقوى لان المرأة تنحصر في مجتمع محدود واما الرجل فلا تحديد له. ولا اقصد هنا الاستغناء عن الدراسة العربية بل زيادة حصص لتعليم لغة الام بالاضافة الى اللغة اللانكليزية العالمية. ومثال ذلك لو ان مغتربا حاول ارسال رسالة لوالده فكتبها بالعربية فانه سوف لن يحس او يشعر بان والدته ستقرأ الرسالة لانها كتبت بلغة ليست هي اللغة المتداولة في منزله اما لو كتب هذه الرسالة باللهجة الشبكية فانه سيحس بقراءة او تفهم والدته لتلك الكلمات التي سيكتبها ويقينا انه سيكتب باسلوب اخر وكانه يحاور اسرته جميعا.
باجلاني...............مركز ماجو الثقافي والاجتماعي
5/6/2006
-------------------------------------------------
کل مقالة تعبر عن رأي صاحبها ، ونحترم جميع الآراء